إيلي خوري

استراتيجية متطورة وتأمينات حديثة

انتقلت استراتيجية شركة التأمين العربية من مرحلة التخطيط الى مرحلة التنفيذ في العام المنصرم، إذ أشار السيد ايلي خوري، الرئيس التنفيذي للشركة عن تغيير الثقافة المعتمدة نحو اللامركزية فتتمتّع كل فروعها باستقلالية تامة مع إبقائها على الرابط العضوي مع الشركة الأم. التغيير بنظر السيد خوري لا يشمل فقط الثقافة وإنما أيضاً تطور النظرة التأمينية والاختلاف في طريقة التنافس لناحية تزويد العملاء بالقيمة المضافة عوضاً عن المنافسة على الأسعار والشروط، وللعمل على تنقية المحافظ التأمينية وتبنّي تأميناتٍ حديثة بشكلٍ استباقي والانفتاح على الاستثمارات الناجحة. شركة التأمين العربية التي ستحتفل هذا العام بعامها الـ ٨٠ تتطلّع الى ٨٠ سنةٍ مقبلة من التألق والنجاح والتميّز.

أين انتم اليوم من الاستراتيجية التي اخترتم اتباعها؟ وما هي نتائجها؟

انتهينا من مرحلة صياغة الاستراتيجية وبدأنا مرحلة التنفيذ وانتقلنا الى الأسواق العالمية عبر تأسيس شركة هولدنغ في أبو ظبي تحت اسم Arabia Group Holding Limited، ونطمح الى جذب كبار المستثمرين، كي نتمكّن من العمل بقوة في الامارات وفي غيرها من الاسواق. كما حصلنا على اعادة تأكيد على تصنيفنا +B من وكالة التصنيف العالمية AM Best وقد تحوّلت النظرة المستقبلية Outlook من سلبي الى مستقر. باتت شركاتنا في البلدان الأخرى تعمل بشكلٍ أكثر استقلالية، مع التشديد على إبقائها على الرابط العضوي والعملي مع المركز الرئيسي الذي يقدّم لها الدعم الخبراتي والمالي والاستشارات التقنية والاكتوارية والتأمينية والتكنولوجي المعلوماتي، وبدأت هذه الفروع بالتحرك على أرض الواقع بطريقةٍ أكثر فاعلية، حيث باتت كل منها مسؤولة عن قراراتها وميزانياتها وأرباحها وخسائرها. زوّدنا هذه الفروع بكل الامكانيات وضخينا دماً جديداً وقمنا بتحسين المكاتب، لا سيما في البحرين والكويت وقطر والامارات. وبالتالي غيّرنا ثقافة الشركة التي باتت أكثر انفتاحاً على السوق والشركاء الاستراتيجيين بكافة أشكالهم والذين نعتبرهم أحد المكونات الاساسية لأعمالنا. علاوةً على قيامنا بإعادة هيكلة ميزانيتنا، حيث تحسّنت تدفقاتنا النقدية بشكلٍ لافت وتخلّصنا أيضاً من محافظ التأمين الخاسرة. وبالرغم من التراجع البسيط بأرقامنا في الامارات، إلا أنّنا في المقابل قد أعددنا أنفسنا للتوسع والنمو مبنية على أسس متينة.

ما هي مشاريعكم للعام ٢٠٢٤؟

سوف نكرّس في العام ٢٠٢٤ الاستراتيجية التي نعمل على تطبيقها وهي ليست جامدة بالمطلق إنما هي موضع تغيير حسب المعطيات ونتائجها. نقوم بجلساتٍ خاصة وبتعيين مختصّين لمعرفة كيفية التعاطي مع السوق وكيفية ادارة الأعمال بشكلٍ مربح ومدى انعكاس ذلك على محافظنا التأمينية التي نعمل على تطويرها عبر النظر الى تأمينات مهمّشة كتأمين السيارات الكهربائية فنقوم بالتالي بخطواتٍ استباقية. نعمل على تأهيل الاستراتيجية العملية لكل محفظة تأمينية لمعرفة طريقة سير الأمور وتعاطينا مع السوق وهذا هو هدفنا بعيد المدى الذي يرمي الى تحقيق النمو. نعمل دوماً على الاستثمار في الوقت المناسب والمكان والمناسب والمردود الملائم والنظرة المستقبلية الواعدة.

تركّز الهيئات الناظمة في معظم الدول على مسألة زيادة الرساميل. هل أنتم على استعداد للسير بهذه الزيادة باستقلالية أم عبر ضم مستثمرين أو شركاء جدد؟

يُعمل على تطبيق استراتيجية زيادة الرساميل على صعيد المنطقة ومصارفها المركزية والحكومات التي تطمح لتشكيل شركات تأمين ضخمة عبر اندماج الشركات في ما بينها، وتنقية السوق من الشركات الهشّة. تماشياً مع هذه الاستراتيجية بدأنا بعملية اللامركزية عبر تزويد فروعنا بالاستقلالية التي تحدّثنا عنها. نعمد الى دراسة مستلزمات كل سوقٍ وبلدٍ على حدة، وننفتح على كل الخيارات التي تخدم مصالحنا فيها، وإن اقتضى الأمر من خلال ضمّ شركاءٍ جدد أو استحواذ على شركاتٍ أخرى أو زيادة رأس المال. تعمل التأمين العربية على النمو في البلدان، حيث تتواجد وعلى زيادة الربحية لا سيما وأن الامكانات متوافرة، انتشارنا هو قوتنا. لا شك أن تاريخنا العريق ومتانتنا والثقة الممنوحة لنا، كلها عوامل تساعد في توسعنا وفي جذب المستثمرين. نحتفل خلال العام ٢٠٢٤ بعامنا الـ٨٠، ونقوم بالعمل على الـ٨٠ سنة المقبلة.

* الى أي مدى تعملون على تبني التأمينات الحديثة كالاحتباس الحراري والتأمين السيبراني وغيرها؟

تتبدّل اليوم النظرة التأمينية، فعندما نبيع التأمين نحن أيضاً نزوّد العميل بالحلول التأمينية فعلى سبيل المثال، بدلاً من تسمية المنتج “التأمين الطبي” يمكن تسميته “التأمين الصحي” أو Wellness Insurance، بحيث نعمل على الاهتمام بالعميل صحياً وليس فقط لتغطية المتطلبات. وأسمينا تأمين المركبات بـ “Mobility Insurance” أي كل ما هو متحرك وليس حصراً السيارات. نوسّع إذاً إطار مفهومنا التأميني فيختلف بالتالي تعاملنا مع العملاء الذين نعمل على تزويدهم بالمنافسة على تقديم القيمة المضافة والرفاهية عوضاً عن التنافس فقط على الأسعار والشروط، وبالاهتمام بهم شخصياً عوضاً عن الاهتمام فقط بالربحية. من هذا المفهوم ننطلق الى التأمين السيبراني والاحتباس الحراري وغيرها عبر التطلّع الى أن نكون السباقين في تبني التأمينات الحديثة.

 

 

 

 

 

 

 

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.