من المهم التقدّم بقوّة لكن الأهم التقدّم في الاتجاه الصحيح. اتّسم العام ٢٠٢٣ بنظر السيد أيمن العجمي، رئيس مجلس ادارة والرئيس التنفيذي لمجموعة Braxtone، باعادة الهيكلة بعد التغيّرات الكثيرة التي شهدها العالم لا سيما بعد جائحة كورونا. وأشار الى أن اعادة الهيكلة سيشمل أيضاً مواكبة التطور الرقمي والتخفيف من عدد شركات التأمين في المنطقة عبر عمليات الاستحواذ والاندماج.
أما على مستوى الشركة، فقد أكّد أنّ المجموعة تسير في نهج التوسّع جغرافياً وعملياً في الخليج حيث تسعى الى تنويع وزيادة خدماتها بعد أن أعادت هيكلة شركة ميثاق ودفعتها نحو مسار العمل السليم.
* كيف تقيّمون واقع قطاع التأمين خلال العام ٢٠٢٣ عالمياً، اقليمياً ومحلياً؟
اتّسم قطاع التأمين خلال العام ٢٠٢٣ بتصحيح الأوضاع واعادة هيكلة الأسواق ودخول المعيار IFRS١٧ مرحلة التطبيق مؤثّراً بذلك على الأسواق. بالاضافة الى تبدّل أوضاع شركات التأمين مع خروج العالم من جائحة كورونا. نتيجةً لهذه التغيّرات، اتّجه السوق الخليجي نحو الاندماجات، وإنشاء وحدة التأمين في السوق الكويتي لإعادة هيكلة السوق، وقوانين جديدة في المنطقة، الأمر الذي انطبق على معظم الأسواق التأمينية.
* هل تعتقدون أن التأمينات غير التقليدية مثل الكوارث الطبيعية، التأمينات السيبرانية وغيرها، قد باتت جزءاً من التأمينات العامة في المنطقة العربية؟
التأمين هو مرآة الاقتصاد، فكل تطوّر حاصل في هذا القطاع سوف ينعكس مباشرةً على قطاع التأمين. ومن المفترض على هذا القطاع تلبية احتياجات التطور التكنولوجي الممتد على مستوى العالم. وعليه فإن التأمينات السيبرانية ستشهد حتماً انتعاشاً في الفترة القادمة، كذلك هو وضع التأمين الصحي الذي سيشهد انتعاشاً مضاعفاً على مستوى المنطقة والعالم بعد بروز أهميّته خلال فترة جائحة كورونا.
* ما هي الاسباب التي تقف خلف افشال محاولات الدمج بين شركات التأمين في العالم العربي التي تُعدّ خجولة الى حدٍ بعيد؟
لا أعتبر أن عمليات الدمج في الوطن العربي خجولة مقارنةً بالسنوات السابقة. فبالرغم من أن عمليات الدمج مرتفعة بالنسبة للسنوات الماضية ولكنها ليست مرتفعة بالمستوى المتوقع في وضع السوق الحالي، إلاّ أنها تشهد تطوّراً ملحوظاً على مستوى المنطقة، حيث قادت السعودية أنشطة الاندماج بتوجيهات من المشرّع. وقد اتّخذت العديد من الشركات على عاتقها عمليات الاندماج والاستحواذ خارج نطاق الجهات الرقابية ودعمها، إذ استحوذت مثلاً شركة National General على RSA، كذلك شركة Solidarity البحرينية التي استحوذت على عدة شركات تأمين في البحرين. أعتقد أن الاستمرار في الحفاظ على العدد الكبير من شركات التأمين في المنطقة سيؤدي حتماً الى خسائر كبيرة، انطلاقاً من هنا ستصبح عمليات الاستحواذ والاندماج حاجةً اقتصادية ملحّة في سوق التأمين إقليمياً. هذا العدد الهائل من الشركات، يُنتج منافسةً شديدة مبنيّة على تكسير الأسعار. أرى أن عدد شركات التأمين ستنخفض في السنوات القادمة ما بين ١٥ الى ٢٥٪ وستزداد أيضاً عمليات الاستحواذ والاندماج.
* الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمة العملاء وزيادة الكفاءة والانتاجية … بات احد سمات العمل في قطاع التأمين. كيف تنظرون الى هذا الدور؟
إسوة بباقي القطاعات الاقتصادية كالقطاع المصرفـي والمالي وغيره، يتحرّك قطاع التأمين بخجل في تطبيق الذكاء الاصطناعي. مع ذلك نلحظ نشوء استثمارات كبيرة ستغيّر وجه القطاع الذي يُعدّ متأخّراً في تبنّي عدداً كبيراً من التكنولوجيات الحديثة. غير أن السنوات القادمة ستحمل نقلات نوعية لقطاع التأمين على مستوى الذكاء الاصطناعي والتكنولوجي، حيث سينتقل من اليدوي الى الرقمي في العديد من العمليات التأمينية، كمعاينة السيارات التي ستنتقل من التقليدية الى الحداثة حيث يتم التقاط صور لحادثٍ معيّن وتقييمه في بضعة دقائق.
* ماذا هي أبرز انجازات Braxtone في العام ٢٠٢٣ ؟ وتطلعاتها للعام ٢٠٢٤؟
تم تعيين الشركة في العام ٢٠٢٣ من قبل اللجنة المعيّنة من المصرف المركزي الاماراتي لإعادة هيكلة شركة ميثاق بصورة شاملة بعد أن تعثّرت ووُضعت تحت مظلة المركزي.. اضافة الى ذلك، التوسع في الخدمات في المنطقة خاصة الإمارات والسعودية والكويت. كذلك نحن في طور التوسّع على نطاق الخليج بما في ذلك سلطنة عمان والامارات والبحرين المقر الرئيسي. أما في العام ٢٠٢٤ فسنتوسّع في المملكة العربية السعودية، وسنضيف على مستوى البحرين خدمات متعددة لا تزال موضع موافقة المصرف المركزي.
Comments are closed.