سليم الزعني: هذه خريطة طريقنا

انتُخب سليم الزعني رئيساً لـ «جمعية الصناعيين اللبنانيين» في مرحلة دقيقة يمرّ فيها الاقتصاد اللبناني عموماً والقطاع الصناعي تحديداً، خصوصاً بعد أن تأكّدت ضرورة التخلّي عن الاقتصاد الريعي للاعتماد على الإنتاج الوطني وسط استنفاد كلّ عملات اللبنانيين الصعبة وإخراجها من البلد من دون أن تساهم في تطوير قطاعاته الصناعية.

عن الخطوط العريضة لخططه وتطلّعاته للمرحلة المقبلة يتحدّث الزعني، كاشفاً أن «القطاع الصناعي يواجه حالياً مشاكل عديدة الأساس فيها كلفة الإنتاج، خصوصاً اننا لا نبغى في السياق الاستفادة من تدني قيمة الرواتب للتصدير، بل نريد تقليص الكلفة عن طريق تخفيض كلفة المحروقات مثلاً ولولا مواصلة الصناعيين بذل الجهود للتصدير، لما تمكّنت المصانع من الحفاظ على اليد العاملة فيها وعملنا على تحسين وضعهم المعيشي قدر الإمكان. بالتالي، من أهم هواجسنا تخفيض الكلفة الصناعية التي تشمل الكهرباء، الرسوم، الضرائب، تسهيل وصول المواد الأولية إلى لبنان، فتح الأسواق الخارجية لاستئناف التصدير السليم، خصوصاً أن لبنان خسر سوقاً أساسياً هو السوق السعودي على أمل أن يعاد فتحه أمام الصادرات اللبنانية في ظلّ الأجواء الإيجابية الحالية».

عدا عن الكلفة، يلفت الزعني إلى أن الصناعة تواجه مشكلة بنيوية هي «الخدمات الرسمية من طرقات، مرافئ، مطارات لتحسين حركة وصول البضائع، فحتى لو حاول مرفأ طرابلس تغطية النقص الناتج عن تضرر مرفأ بيروت، إلا أن حركة المرافئ إلى لبنان لا تزال ضعيفة لأن حجم الاقتصاد تقلّص كثيراً، وغيرها من التسهيلات من ضمنها سهولة التراخيص والمعاملات والضمان…».

ويوضح الزعني أن «الصناعة تساهم اليوم في تأمين أكثر من نصف الناتج المحلي الذي تراجع من ٥٥ مليار دولار إلى ما دون الـ ٢٠ ملياراً. وإذا أردنا الحفاظ عليه وزيادته عن طريق القطاع الصناعي فلا يطلب القيمون عليه دعماً مادياً ولا حوافز مالية بل تسهيل عملهم وتحسين الأمور البنيوية».

ويسعى أيضاً ضمن برنامجه إلى «فتح أسواق جديدة غير الكلاسيكية. لدى لبنان اتفاقات مع أوروبا وأميركا لا نستفيد منها، وبحكم وجود القطاع الصناعي والخبرة الكبيرة التي اكتسبها الصناعيون نتيجة استبدال الاستيراد بالصناعة المحلية، بات الطموح بالدخول إلى هذه الأسواق ممكناً بنوعية تضاهي الأوروبية والعديد من المصانع أصبحوا مؤهلين لهذه الخطوة. كذلك، من واجب الجمعية دعمهم للوصول إلى المستوى الذي يخوّلهم الدخول إلى هكذا أسواق كونها تتطلب معايير معيّنة. هذا إلى جانب العمل على الانفتاح على العالم أيضاً مثل المنظمات المشابهة للجمعية، المعارض وغيرها وهذه حاجة اساسية لتطوير الصناعة ايضاً».

إلى كل هذه القضايا، يضاف «تحديث أدوات العمل والمكننة واستخدام أحدث التقنيات ما يساهم في زيادة الإنتاج»، وفق الزعني، الذي يتابع «مساعدة الصناعيين في مشاكلهم اليومية أيضاً ضمن عناوين برنامج عملنا، مثل العبور إلى الطاقة البديلة وهو أحد همومهم الأساسية. نحاول خلق تجمعات لإنتاج طاقة مدمجة في المناطق، لأن كلفة تأمينها فردياً كبيرة، ذلك عبر درس الاحتمالات والطرق التي تساعد على هذه التجمعات ما يساهم في الاستغناء عن المحروقات لتوليد الطاقة».

من الأمور التي يتم العمل عليها خلال هذه المرحلة ايضاً «إعادة تنظيم الجمعية وهيكلتها بعد سنتين من انقطاع التواصل المباشر بسبب الظروف الوبائية».

ويختم الزعني «الصناعي له فضل عبر قدرته على الصمود والبقاء في البلد، لا لأنه يحقق أرباحاً بل نتيجة إيمانه بالبلد وتجذّره فيه. لا يمكن لأي ظرف أن يؤدي إلى التخلي عن نشاطنا فيه، والمطلوب تحسين تنظيم القطاع وتسهيل عمله وهذا يهمّنا أكثر من الدعم المادي».

Comments are closed.