حسين ملوك

نظرة مستقبلية مستقرة واستراتيجيات متنوعة

المضي قدماً وسط ظروفٍ مرهقة قد يكون أصعب ما يمكن للمرء تحقيقه، هكذا فعلت شركة اعادة التأمين العربية Arab Re، التي ناهز عمرها ما يفوق الـ٥٠ عاماً والتي حافظت على درجة تصنيفها مع تغيير النظرة المستقبلية الى مستقرة في ظل الأوضاع السائدة في لبنان. هذا ما أكّده السيد حسين ملوك، مدير عام الشركة، مشيراً الى السعي الدائم الى تنويع الاستراتيجيات المتّبعة لاستكمال أعمالهم على أكمل وجه.

شركة اعادة التأمين العربية، حققت رغم التحديات، نمواً ملحوظاً في محفظتها التأمينية. وأما عن تجديدات العام المقبل، فتوقّع السيد ملوك أن تستمر دورة السوق الصعبة نتيجةً للخسائر العالمية الناجمة بمعظمها عن الكوارث الطبيعية.

*حافظت شركة اعادة التأمين العربيّة على درجة تصنيفها (-B) مقبول لعام ٢٠٢٣، مع تغيير النظرة المستقبليّة من سلبيّة الى مستقرة…

– ما تعليقكم؟

حافظت الشركة على درجة تصنيفها (B) مقبول لعام ٢٠٢٣ مع تغيير النظرة المستقبليّة من سلبيّة إلى مستقرّة. ويعتبر هذا التغيير البسيط في ظلّ الأوضاع السائدة في لبنان بمثابة إشراقة أمل لشركتنا، حيث إستطاعت الحدّ من الآثار السلبيّة لهذه الأوضاع وإقتناع وكالة التصنيف بصحة الإستراتيجيات المتّبعة لتجاوز المخاطر الاقتصاديّة والسياسيّة والماليّة التي لا بدّ أن تؤثر في تصنيف الشركات الكبرى. فقد قامت الشركة بتطوير محفظة أصولها الخارجية التي ساعدت في رفع نسبة السيولة مما جعل المركز الماليّ (الميزانيّة العموميّة) عند أقوى مستوى، بحيث أصبح للشركة مرونة أكبر في مواجهة تحدّيات مؤشرات كفاية رأس المال معززاً بذلك ثقة وكالة التصنيف AM BEST في قدرة الشركة على إجتياز التحدّيات المستمرّة في لبنان والتي لولا وجودها فيه لكانت الشركة حازت على درجة تصنيف أعلى بكثير خاصة مع تحسن نتائجنا الفنيّة.

* تستمر إعادة التأمين العربية في العمل وسط ظروفٍ سياسيّة وإقتصاديّة وماليّة صعبة يمرّ بها لبنان…

 ما هي الإستراتيجيّة المعتمدة في عملكم؟

كما أسلفنا سابقاً على الرغم من الأوضاع الصعبة السائدة في لبنان على كافة النواحي إستطاعت الشركة في الحصول على إشارة إيجابيّة تعزز الثقة في الإستراتيجيات المتّبعة في الشركة لتجاوز هذه الأوضاع التي تمثّل تحدّياً لأي شركة إعادة تأمين. فمنذ بداية الأزمة إعتمدنا العديد من الإستراتيجيات الفنيّة لتجاوز وتعزيز الموقف الماليّ للشركة ومنها على سبيل المثال:

– التنويع في المحفظة التأمينيّة عبر الإكتتاب في عدد من أنواع الأعمال

(Line of Business) والمناطق الجغرافيّة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وذلك لتوزيع المخاطر والتقليل من الخسائر والتعرّض لحدث كارثيّ واحد أو إنكماش إقتصادي في منطقة ما.

– إنضباط الإكتتاب وذلك بالحفاظ على معايير إكتتابيّة صارمة ومنضبطة للتقليل من المخاطر في الأسواق التنافسيّة للفوز بالأعمال، مما يؤدي إلى إرتفاع في نسبة الخسائر. وهذا الإنضباط في المحفظة الإكتتابية أدى إلى تحسّن كبير في ألـ (Combined Loss Ratio) إلى ما دون ١٠٠٪ خلال عامي ٢٠٢١ و٢٠٢٢ على التوالي.

– حافظنا على بناء علاقات قوية وجيّدة مع الشركات المسندة وذلك من خلال تقديم خدمة ممتازة بالإضافة إلى تسديد المطالبات المحقّة والمكتملة بسرعة، مما عزّز السمعة الحسنة للشركة ومنحت مصداقيّة وموثوقيّة في مركزها الماليّ على الرغم من ظروف الأسواق الصعبة.

* ماذا عن حضور الشركة وموقعها في سوق إعادة التأمين الاقليميّ؟

تتفرد شركة إعادة التأمين العربيّة ش.م.ل (شركة عربية دولية) كونها الشركة العربية التي ولدت من رحم الإتحاد العام العربي للتأمين عام ١٩٧٢ وتضم العدد الأكبر من المساهمين ذوي الهويّات العربيّة المختلفة. لذلك تبقى لهذه الشركة رمزيّة خاصة لا تمحوها السنون، على الرغم من تأسيس شركات إعادة تأمين عربيّة كثيرة بعدها.

لقد أثبتت شركة إعادة التأمين العربيّة عبر مسيرتها التي تجاوزت الـ ٥٠ عاماً أنها عند مستوى الثقة الكبيرة بها إن من ناحية المساهمة في تطوير سوق إعادة التأمين العربية وتقديم الخدمات الفنيّة لأسواق التأمين العربية ودعم وحماية شركات التأمين في تغطياتها الإتفاقية والإختياريّة وتوفير نافذة لإعادة التأمين التكافلي وتقدير عملائها لمبادرتها الوفاء بإلتزاماتها والحرفيّة في أدائها والصدقيّة في تعاملاتها وإحترامها للمعايير الفنيّة وتواصل تحقيقها نتائج إيجابية وتوسيع إستثماراتها في التكنولوجيا ووسائل الإتصال الحديثة وإستثمار أموالها وفق الأسس الإستثماريّة السليمة، او من ناحية مشاركتها في حضور المناسبات التأمينيّة وتنظيم دورات تدريبيّة وورش عمل. إضافة إلى ذلك السمعة الطيّبة التي تتحلى بها الشركة على كافة مستويات قياداتها من كفاءة وخبرة ومصداقية تاريخية بدءاً من رئيس مجلس إدارتها وممثلي أعضاء مجلس إدارتها والإدارة التنفيذيّة والى كافة العاملين فيها.

إنّ الموقع الذي تشغله شركة إعادة التأمين العربيّة والنجاح الذي تحققه يعود أيضاً إلى دعم وتشجيع شركات التأمين العربيّة وتعاون وإهتمام شركات الإعادة العربيّة والعالمية لها، معاهدين بمواصلة جهودنا لتعزيز موقعنا بين الشركات المحترمة حتى نظل دائماً عند مستوى الثقة العالية بنا.

* ماذا عن الأرقام المحقّقة حتى نهاية النصف الأول من العام الجاري؟

على الرغم من الصعاب كافة التي تواجه الشركة في الأسواق التي تعمل بها، فإنّها حققت نمواً كبيراً في محفظتها بمعدل إرتفاع في الأقساط بحوالي ١٥٪. كذلك هناك تحسناً كبيراً في ربحيّتها على الرغم من التأثير المحدود الذي نجم عن الزلزال الذي ضرب تركيا، وذلك بفضل الإحتياطات والسياسات الفنيّة التي تتبعها الشركة ومن المتوقع أن تكون النتائج بأذن الله أفضل بكثير في نهاية العام الحالي.

* كيف تتوقعون واقع سوق إعادة التأمين على مشارف التجديدات للعام المقبل؟

لا يزال قطاع التأمين وإعادة التأمين يواجه التحديّات نتيجة للخسائر العالميّة المؤمّن عليها والناتجة عن الكوارث الطبيعيّة التي تجاوزت ارقامها مئات مليارات الدولارات والتي دفعت أسواق إعادة التأمين إلى إجراء التصحيحات المطلوبة لتجاوز الخسائر من خلال رفع الأسعار بنسبة كبيرة خلال العام ٢٠٢٣ وكذلك خفّضت التغطيات المطلوبة بل وسحب الطاقة الإكتتابيّة من بعض الأسواق.

ومن المتوقع أن تستمر دورة السوق الصعبة في عام ٢٠٢٤ ما لم يثبت أن هناك تحسناً كبيراً في الخسائر الناتجة عن الكوارث الطبيعية في عام ٢٠٢٣، وهو ما لم يتحقق لغاية تاريخه. لذلك فإنّ إستمرار الإرتفاع في الطلب على برامج حماية إعادة التأمين يؤدي إلى إستمرار الإرتفاع في الأسعار في عام ٢٠٢٤ وإن بوتيرة أقل مما كان في عام ٢٠٢٣.

 

 

 

 

 

 

 

Comments are closed.